الاثنين، 9 أغسطس 2010

الصحفي عايش لـ(نيوزيمن): التباعد الحاد بين طموحات المؤتمر و المشترك يقللان من فرص نجاح الحوار



قال الكاتب الصحفي (محمد عايش) إن التباعد الحاد بين طموحات المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك وما يسعيان إليه يقلل في الواقع، وإلى حد كبير، من فرص نجاح الحوار.
واعتبر عايش في تصريح لـ(نيوزيمن) إن نجاح الحوار بين الحزب الحاكم والمعارضة أو فشله مرهون بمدى قدرة الطرفين على الاقتراب من الأرض والتوقف عن التحليق بالمطالب والتوقعات فوق ما يحتمله الواقع ، مستبعدا في ذات الوقت وصول الطرفين المتحاورين إلى أية نتائج إيجابية . فالمؤتمر ـ حد قوله ـ يتوقع أن تفضي 



فعاليات الحوار إلى إقناع أحزاب المشترك بتأجيل معظم مطالبها والرضوخ لفكرة "الانتخابات أولا" والقبول بالحد الأدنى من التوافق بشأن الإعداد للانتخابات و المضي نحو إجراء هذا الاستحقاق في موعده، ثم الحديث لاحقا بشأن المطالب الكبرى للمشترك .فيما المشترك ـ حسب عايش ـ مستمر في إقناع نفسه وجماهيره بأن الحوار لن يكون إلا شاملا وحزمة واحدة: من تعديل النظام الانتخابي إلى تعديل النظام السياسي فالإصلاح الشامل والقضية الجنوبية وصعدة ..
ووصف (عايش) المهمة بـ"الصعبة ، وتكاد تكون مستحيلة"؛ باعتبار أن المؤتمر " لايستطيع الموافقة على إجراء تعديل في النظام الانتخابي ليصبح نظاما بالقائمة النسبية، كون هذا سيفقده كثيرا من مزايا التحكم بالعملية الانتخابية"، ملفت إلى أن حجة المؤتمر في ذلك ستكون أن الوقت لا يسمح بإجراء أي تعديل دستوري واستفتاء شعبي عليه.
وبالمقابل قال (عايش) إن المشترك من جانبه لا يمكن أن يقبل ،إلا بتضحية كبيرة وثمن سياسي مرهق، التخلي عن مطلب القائمة النسبية أو تأجيله، لأنه بذلك سيكون ببساطة قد أهدر اتفاق فبراير الذي ناضل من أجله بقوة ووافق بموجبه على تأجيل الانتخابات عن موعدها السابق، إلى جانب أنه سيقلص على أحد أبرز أحزابه (الحزب الاشتراكي) فرصة إقناع جماهيره المحتقنة في الجنوب بجدوى الدخول في الانتخابات طالما أن النظام الانتخابي القائم لازال هو نفسه نظام الدائرة الفردية غير العادل.
ورأى (عايش) أن العقد الكثيرة والجوهرية الكامنة في قضية الإعداد للانتخابات ستكون هي أبرز المناطق المفخخة أمام مهمة لجنة الحوار، محذرا من دخول البلاد في أزمة انتخابية كتلك التي أدت إلى التأجيل السابق ، في حال عدم نجاح لأطراف الدولية، الأوروبييين والأمريكيين، في الضغط الحاسم على المتحاورين للوصول إلى تسويات و "تنازلات مؤلمة" في هذه القضايا.
وبخصوص الجانب الآخر من الحوار والمتعلق بالإصلاحات السياسية وقضايا الجنوب وصعدة قال (عايش) إنه من الواضح المؤتمر الشعبي الحاكم نجح إلى الآن في خنق خيارات المشترك بلعبه على ورقة الوقت، باعتبار أن المسافة باتت قصيرة جدا إلى الانتخابات البرلمانية وما هو عاجل الآن هو التحاور بشأنها وليس بشأن أمور أخرى.
مضيفا إن الحزب الحاكم ونظام الرئيس علي عبد الله صالح بشكل عام "لا يجد نفسه مضطرا، من قريب أو بعيد، للاستجابة لمطالب المعارضة بشأن الإصلاحات الشاملة أو بشأن الجنوب وصعدة"، مشيرا إلى أن ما جعل المؤتمر يقبل بالجلوس مع المشترك على طاولة الحوار من حيث المبدأ هو ضغط "الاستحقاق الانتخابي" الذي بات على الأبواب.
وفي ذات المساق قال (عايش) إن الحزب الحاكم لا يرى أي جدوى من الحوار بشأن الجنوب وصعدة مع المشترك باعتباره لا يملك أي تأثير، وأنه لا يمكن للاتفاق معه بشأن هاتين الأزمتين أن يضمن إنهائهما. مضيفا إن السلطة ترى أن الحوار مع المعارضة حول مثل هذه القضايا لن يكون غير إهدار للوقت.
ملفتا إلى أن المشترك لا يملك أي وسيلة ضغط يمكن أن تساعده على إرغام المؤتمر على العدول عن تصوراته هذه وإجباره على الدخول الجاد في حوار وطني يشمل كل هذه القضايا.

ليست هناك تعليقات: